إلى شط من الأنوار يجمعنا
دعوتك كى نهاجر عن مواجعنا
إلى فجر يعانق روض أحلامى
إلى وطن مداه الشمس تبعثنا
إلى قلب ترقرق فى الفضا شفقا
إلى عشق طوى من عمرنا زمنا
دعوتك كى نراود زهرة فتنت
بكل ودادها للأرض تدفعنا
فعشنا الأمس فى مهد الندى غرقا
وعشنا اليوم فى بدء لمولدنا
أرانا حلمنا وطنا ومسبحة
فطفنا الأرض فى لهج يعانقنا
فهذى روضة رحبت بأشجار
وهذا الطير فى لهو يسابقنا
وهذى السحب طواف بها أمل
وهذا البحر فى الأسرار يجرفنا
وهذا اللحن منسوج على وتر
يبوح بسره والفرح ينشدنا
بلا ألم ولا شجو على أمل
رأينا الكون ملهوفا يداعبنا
كأن الفرح أمسى ليلة طربا
فألقى كأسه الريان يكرعنا
كأن النار أمست فى الندى بردا
كأن الثلج شطآن تباعدنا
فلا ليل ليزهر فوقنا قمر
ولا نجم على الأبراج يسمعنا
ولا فجر لتولد عندنا شمس
ولا طير يغرد فى مسامعنا
فصار القلب ومضا فى سرى نجم
وصار الليل صبحا من مشاعلنا
فهز الشوق من وجداننا وترا
كأنا فى المدى نلقى مدائننا
فيا تسبيحة الإشراق فاتنتى
أرينى طيف أحلام تواكبنا
أرينى نهرها المنساب فى نسق
من الإبهار يسقى من مواجدنا
فلا نروى ونحن عِطاشُ أحلام
ولا ننجو وفيض الشوق يغرقنا
أرينى عذبها الموعود من زمن
أرينى جنة كانت تواعدنا
أرينى كيف أبصر فوق إبصارى
أرينى كيف أسبح فى مرافئنا
أرينى حلم أيامى رؤى عين
لأنشد فى مدى فرحى مدامعنا
أرينى سيل أنوار جرى أملا
وحلم الفجر وضّاءٌ يرافقنا
منقول