بــــــــــــدء الآذان
الحديث السادس عشر :
عن ابن عمر – رضي الله عنهما- كان يقول : كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادي لها ، فتكلموا يوما في ذلك ، فقال بعضهم : اتخذوا ناقوسا مثل النصارى ، وقال بعضهم : بل بوقاً مثل قرن اليهود ، فقال عمر : أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة فقال ( يا بلال قم فناد بالصلاة )
التعريف براوي الحديث :
اسمه : عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى .
أمه : زينب بنت مظعون الجمحية ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي .
قال عنه النبي : نعم الرجل عبد الله انه كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل .
مناقبه : هو من المكثرين عن النبي أسلم مع أبيه ، وهاجر وهو ابن عشر سنين ، وقيل : احدي عشرة ونصف ، وعرض علي النبي ببدر فاستصغره ثم بأحد فكذلك ثم بالخندق فأجازه وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة ، وقد ثبت عنه : أنه كان له يوم بدر ثلاث عشرة .
وفاته : مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين أو أربع وثمانين ، وله سبع وثمانون سنة
الشرح والتحليل
من أين قدم المسلون ؟ وما معني ( فيتحينون الصلاة ) ؟ ثم اذكر ما قيل في ( ليس) هنا من أقوال ؟
قدم المسلمون : من مكة إلي المدينة من الهجرة .
معني ( يتحينون الصلاة ) : أي يقدرون حينها ليدركوها في الوقت المحدد لها شرعا .
ما قيل في ( ليس ) هنا :-
أ) أن ( ليس ): فعل ناسخ له اسم وله خبر ، أما اسمها فهو ضمير الشأن ، وأما خبرها فجملة ( ينادي لها )
ب) وقيل : أن ( ليس ) : حرف لا اسم لها ولا خبر
علام يعود الضمير في ( فتكلموا ) ؟ وما المراد بقوله ( اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ) ؟ وما ضبط ( اتخذوا ) بالشكل ؟ وما المراد بـــ ( ناقوس ، البوق ، قرن اليهود ) ؟ وبم يسمي قرن اليهود ؟ وبماذا أشار عمر ؟
الضمير في ( فتكلموا ) : يرجع إلي الصحابة
المراد بقوله (اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ) : أي استعملوا لجمع الناس للصلاة ناقوسا مثل ناقوس النصارى الذي ينفخ فيه فيجتمعون عند سماع صوته .
ضبط ( اتخذوا )بالشكل : بكسر الخاء علي صورة الأمر .
المراد بالناقوس : جرس يضربه النصارى للإعلام بوقت صلاتهم .
المراد بالبوق أو القرن : أداة كالقمع لها فتحتان أحداهما واسعة لنشر الصوت والأخرى ضيقه من جهة النافخ فيه ، وينفخ فيه فيجتمع اليهود عند سماع صوته .
يسمي قرن اليهود : بــــ ( الشَّبُور )
أشار عمر : بإرسال رجل ينادي بالصلاة بأن يقول مثلا بصوت عال " أيها المسلمون حضر وقت الصلاة " أو مثل ذلك .
ما نوع الفاء في قول : ( فقال عمر ) ؟ وما فائدة الهمز والواو في ( أولا ) وما المعني ؟
الفاء في فقال عمر : فاء الفصيحة ، لإفصاحها عن شيء مقدر ، أي فافترقوا فقال عمر .
الهمزة في ( أولا ): همزة الاستفهام ، والواو للعطف علي مقدر . أتقولون ذلك ولا تبعثون رجلا منكم ينادي للصلاة .
مَن من الصحابة رأي الأذان في النوم ؟ وما موقف كل منهم ؟ وما معني قول الرسول : ( يابلال قم فناد بالصلاة ) ؟ وما حكم القيام في الأذان ؟ وهل يؤخذ هذا الحكم من هذا الحديث ؟
الصحابيان اللذان رأي الأذان في النوم هما:
1- عبد الله بن زيد 2- عمر بن الخطاب .
موقف عبد الله بن زيد : لما رأي الأذان في النوم جاء إلي النبي فقص عليه رؤياه فصدقه .
موقف عمر بن الخطاب : لما رأي الأذن كتمه ولم يقص علي النبي رؤياه ، فلما سمع صوت بلال بالأذان خرج يجر رداءه حتى أتي النبي فقال : رأيت مثل الذي رأي .
معني قول الرسول : ( يا بلال قم فناد بالصلاة ) : أي اذهب إلي موضع بارز فناد فيه بالصلاة ليسمعك الناس وإن لم تكن قائما .
حكم القيام في الأذان : سنه .
هذا الحكم : لا يؤخذ من هذا الحديث ، خلافا لبعضهم .
إن قيل : الأحكام لا تثبت بالرؤيا بل الوحي وهنا ثبتت سنية الأذان بالرؤيا كما يدل عليه هذا الحديث ، فبماذا تجيب ؟
الإجابة علي الاعتراض : أن تلك الرؤيا وافقت الوحي فلم يثبت الحكم إلا به ، ويدل لذلك ما رواه أبو داود أن عمر لما رأي الأذان جاء ليخبر النبي فوجد الوحي قد ورد بذلك فما زاعه إلا أذان بلال فقال له : سبقك الوحي .
ما يرشد إليه الحديث :
1- مشروعية التشاور لا سيما في الأمور المهمة .
2- أن ينبغي للمتشاورين أن يقول كل منهم ما عنده ، ثم يفعل صاحب الأمر ما ظهرت له فيه المصلحة
3- أن المطلوب مخالفة أهل الباطل في أعمالهم .
4- استحباب كون المؤذن رفيع الصوت حسنه
أسئلة العروة الوثقى
ما المقصود ( حين قدموا المدينة ) ؟ وما معني ( فيتحينون الصلاة ) ؟ وما إعراب ( وليس ينادي لها ) ؟ وما المقصود بقوله ( فتكلموا ) ؟ وما المراد بقوله ( اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ) ؟ وما المقصود بــ ( قرن اليهود ) ؟ وبماذا يسمي ؟ وما نوع الفاء في ( فقال عمر ) ؟ وما معني قوله ( يا بلال قم فناد في الصلاة ) ؟ وما حكم القيام في الأذان ؟ وهل في هذا الحديث دليل علي ذلك ؟ وبم ترد علي من قال أن الأحكام لا تثبت بالرؤيا بل بالوحي ؟ وما دليل ما تقول .؟