طرائف الإمام الشعبي وبالطبع إخواني الطرائف لا تعني أن نتندر أو نتطاول عليهم بل هي إبداءٌ لذكائهم وسرعة بديهتهم وردهم على الأسئلة السخيفة كيف يكون وأنتظر مشاركتكم
سأل رجل الشعبي , عن المسح على اللحية فقال: خللها.
قال الرجل: أتخوف أن لانبلها.
فقال الشعبي: إن تخوفت فانقعها من أول الليل.
جاء رجل الى الشعبي وقال: إني تزوجت إمراة وجدتها عرجاء, فهل لي ان أردها؟
فقال له: إن كنت تريد أن تسابق بها فردها.
لقي رجل الشعبي , وهو واقف مع إمرأة يكلمها...
فقال الرجل: أيكما الشعبي: فأومأ الشعبي إلى المرأة وقال: هذه.
سأل رجل الشعبي قال: هل يجوز للمحرم ان يحك بدنه؟
قال نعم.
فقال الرجل: مقدار كم؟
قال: حتى يبدو العظم.
جاء رجل إلى قارئ للقرآن و هو يقرأ وهو يقرأ ( يتجرعه ولا يكاد يسيغه ) ، فقال : اللهم اجعلنا ممن يتجرعه ، ويسيغه !!!!!!!!!
اللص الفقيه
حدَّث بعض جلساء الملك عبد الملك بن عبد العزيز الماجَشُون ، قال
خرجت إلى بستان لى بالغابة . فلما دخلت فى الصحراء وبعدت عن :
البيوت ، تعرَّض لى رجل فقال : اخلع ثيابك ! فقلت : وما يدعونى إلى
خلع ثيابى ؟ قال : أنا أولى بها منك . قلت : ومن أين ؟ قال : لأنى
أخوك وأنا عُريان وأنت مكسوّ . قلت : فأعطيك بعضها . قال : كلا
قد لبستها كلها وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها . قلت : فتعرِّينى وتبدى
عورتى ؟ قال : لا بأس بذلك ، فقد روينا عن الإمام مالك أنه قال : لا
بأس للرجل أن يغتسل عرياناً . قلت : فيلقانى الناس فيرون عورتى ؟
قال : لو كان الناس يرونك فى هذه الطريق ما عرضت لك فيها . قلت
أراك ظريفاً ، فدعنى حتى أمضى إلى بستانى وأنزع هذه الثياب فأوجِّه
بها إليك . قال : كلا ، أردت أن توجِّه إلىَّ أربعة من عبيدك فيحملونى
إلى السلطان فيحبسنى أو يمزق جلدى . قلت : كلا ، أحلف لك أيماناً
أنى أفى لك بما وعدتك ولا أسوءك . قال : كلا ، فقد روينا عن الإمام
مالك أنه قال : لا تلزم الأيمان التى يُحلف بها للصوص . قلت : فأحلف
أنى لا أختل فى أيمانى هذه . قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص
قلت : فدع المناظرة بيننا فوالله لأوجهن إليك هذه الثياب طيِّبة بها
نفسى . فأطرق ثم رفع رأسه وقال : تدرى فيم فكرت ؟ قلت : لا
قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى وقتنا هذا فلم أجد لصاً أخذ نسيئة ، وأنا أكره أن أبتدع
فى الإسلام بدعة يكون علىَّ وزرها ووزر من عمل بها بعدى إلى
يوم القيامة . اخلع ثيابك ! فخلعتها ودفعتها إليه ، فأخذها وانصرف
من كتاب مائة قصة وقصة فى أنيس الصالحين وسمير المتقين
أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف
مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة مرارًا. فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم قال: لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير. ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة فيه، ارتفعت نفسُه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسـًا في الفقه، وقصـَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة. وسأل أبو حنيفة عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه. فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له: صـِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره. ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟ فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقل له: أخطأت. وإن قال: لا أجرَ له فقل له: أخطأت! فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله، فقال أبو يوسف: له الأجرة. قال الرجل: أخطأت. ففكر ساعة، ثم قال: لا أجرة له. فقال له: أخطأت! فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له: ما جاء بك إلا مسألةُ القصَّار. قال: أجل. فقال أبو حنيفة: سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه، لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟! فقال: يا أبا حنيفة، علِّمني. فقال: إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه، وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه. ثم قال: مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه.
من كتاب "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي