كان أبو حنيفة جالساً يناقش طلابه و يتباحث معهم , و قد كان رحمه الله - كما روي عنه - يعاني من ألم في ركبته لكنه في تلك الجلسة لم يمد رجله لوجود رجل عليه سمات الوقار ضمن الجلوس .فتحمل الألم رحمه الله و أبقى رجله مثنية احتراماً لهذا أراد الرجل .. الرجل الوقور - إلى تلك اللحظة - أن يسأل الإمام , وهنا توقع الإمام سؤالاً قوياً من الرجل الذي جاء سؤاله على النحو التالي : متى يمسك الصائم عن الطعام ؟
فأجابه أبو حنيفة : إذا طلع الفجر .
فسأل الرجل - و الله أعلم بنيته - : ماذا لو طلع الفجر منتصف الليل ، ما يصنع الصائم ؟! حينها و عندما رأى أبو حنيفة (سخافة الرجل) أجابه قائلاً : آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه .
و هذا المثل ينطبق على كل من هو عازم على تقديم شيء فهو عاقد النية على البذل و الجهد و لكنه يتفاجأ بمستوى (ما) هو أمامه أو (من) هو أمامه . حينها يرى أنه لا مكان لجهده و عمله و أن الراحة أفضل و أولى و أن عليه أن يمد رجليه كما مدها أبو حنيفة .
لذا على كل من يريد العمل أن يتأكد من توفر (البيئة) السليمة حتى لا يضطر في لحظة معينة إلى أن يقول كما قال الإمام أبو حنيفة .